الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٦٤
فطرحوها. ودخل دمشق من الغد، وأدخل الرأس إلى يزيد اللعين، ودخل عليه رأس اليهود فرأى الرأس بين يديه، فقال: يا أمير المؤمنين ما هذا الرأس؟ فقال:
رأس خارجي خرج علينا بالعراق. قال: من هو؟ قال: الحسين. قال: ابن من؟ قال:
ابن علي بن أبي طالب. قال: ومن أمه؟ قال: فاطمة. قال: ومن فاطمة؟ قال: بنت محمد. قال: نبيكم؟ قال: نعم. قال: لا جزاكم الله خيرا، بالأمس كان نبيكم واليوم قتلتم ابن ابنته، ويحك أن بيني وبين داود (عليه السلام) نيفا وثلاثين أبا فإذا رأتني اليهود سجدوا لي. ثم مال إلى الطشت فأخذ الرأس فقبله وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وخرج. فأمر به يزيد اللعين فضربت عنقه.
واستفظع ذلك يزيد فأمر بالرأس فادخل القبة التي بإزاء مجلسه الذي كان يأكل فيه ويشرب، ووكل بالرأس، وكنا تسعة وثلاثين رجلا ما خلا عمر بن سعد، وأخذ عمر في قصف واكل وشرب وفي قلبي ما رأيت من أمر الكف والدنانير، ولم يحملني النوم في تلك الليلة. فلما كان الليل سمعت دويا من السماء وقعقعة الخيل وصهيلها، وإذا مناد ينادي: يا آدم اهبط، فهبط آدم (عليه السلام) ومعه خلق كثير من الملائكة، فجلس وأحدقت الملائكة بالقبة ثم سمعت دويا كدوي الأول فإذا مناد ينادي: يا إبراهيم اهبط فهبط إبراهيم (عليه السلام) ومعه خلق كثير من الملائكة، فأحدقت الملائكة بالقبة. ثم سمعت دويا فإذا مناد ينادي: يا موسى اهبط فهبط موسى (عليه السلام) ومعه خلق كثير من الملائكة، فأحدقت الملائكة بالقبة. ثم سمعت دويا آخر فإذا مناد ينادي: يا عيسى اهبط، قال: فهبط عيسى (عليه السلام) ومعه خلق كثير من الملائكة، فأحدقت الملائكة بالقبة. ثم سمعت دويا عظيما فإذا بقعقعة اللجم وصهيل الخيل ومناد ينادي: يا محمد اهبط، قال: فهبط النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه خلق كثير من الملائكة، فأحدقت الملائكة بالقبة.
ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل القبة فأخذ الرأس منها وجمع بين البدن والرأس، وأخذه (صلى الله عليه وآله) وجاء به إلى آدم (عليه السلام)، وقال: يا أبي يا آدم ما ترى ما فعلت أمتي بولدي بعدي. فاقشعر لذلك جلدي.
ثم قام جبرائيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: يا محمد أنا صاحب الزلازل مرني
(٥٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 ... » »»