الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٦٩
وقال داود بن سرحان: حدثني عبيدة المكتب، قال: كان لنا جار في بني سعيدة جسده أبيض لا ينكره، ورأسه رأس زنجي، فقلت له ذات يوم: يا عبد الله ما هذا الذي أرى بك؟ فقال: أما أني ما أخبرت به أحدا وسأخبرك، أني كنت في عسكر عمر بن سعد لعنه الله، وإني أخذت رأسا من رؤوس أصحاب الحسين (عليه السلام) فأصبحت وبي ما ترى، ثم لست أنام إلا رأيت ذلك الرأس في النوم يأخذني فيكبني على وجهي في النار، وقد عرف أهلي ذلك، فإذا نمت أيقظوني وأنبهوني.
وقال قرة بن خالد، عن أبي رجاء العطاردي، قال: لا تسبوا أهل هذا البيت فإن خالي من بني الهجيم حين قتل الحسين (عليه السلام) قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق، فرماه الله تعالى بكوكبين من السماء فطمسا بصره (1).
حدث أبو حباب الكلبي، قال: أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب بها: بلغنا أنكم تسمعون نوح الجن. فقال: ما تلقى حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذاك. قلت: فأخبرني ما سمعت أنت؟
قال: سمعتهم يقولون:
مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود أبواه من عليا قريش * وجده خير الجدود (2) وحدث ابن جابر الحضرمي، عن أمه، قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين (عليه السلام) فتقول:
أنعي حسينا هبلا * كان حسين جبلا وقال السدي: أتيت كربلاء أبيع البر بها، فعمل لنا شيخ من طي طعاما فتعشينا عنده، فذكرنا قتل الحسين (عليه السلام) فقلنا: ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة.
فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا ممن شرك في ذلك. فلم نبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد بنفط فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها، فذهب

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٤ ص ٥٨ مع اختلاف.
(٢) كامل الزيارات: ص 94.
(٥٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 ... » »»