الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٦٧
النبي (صلى الله عليه وآله) في منامه يوما بنصف النهار وهو أشعث أغبر وفي يده قارورة فيها دم.
قلت: يا رسول الله ما هذا الدم؟ قال: دم الحسين لم أزل ألتقطه منذ اليوم. فاحصي ذلك اليوم فوجد قتل فيه (1).
حدث علي بن زيد بن جذعان، قال: استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال: قتل الحسين والله. فقال له أصحابه: حلاء يا بن عباس. قال: حلاء، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في النوم ومعه زجاجة من دم فقال: ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي، قتلوا ابني الحسين، وهذا دمه ودماء أصحابه أرفعه إلى الله تعالى.
قال: فكتب ذلك اليوم والذي قال فيه وتلك الساعة، فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوما حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل ذلك اليوم وتلك الساعة (2).
ومن ذلك: ما رواه عامر بن سعد البجلي، قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) في المنام فقال لي: ائت البراء بن عازب فاقرأه مني السلام، وأخبره أن قتلة الحسين في النار، وإن كاد الله تبارك وتعالى أن يسحت الناس كلهم بعذاب.
فأتيت البراء، قال: خيرا رأيت، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصور بصورتي.
ومن ذلك: عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار، حتى ظننا أنها هي، يعني القيامة (3).
حدث سفيان بن عيينة، قال: حدثتني جدتي أم عيينة أن جمالا كان يحمل ورسا وهو في قتلة الحسين (عليه السلام)، فصار ورسه رمادا (4).
ومن ذلك: ان آفاق السماء احمرت، فالحمرة التي ترى إلى الآن منه.
حدث هشام، عن محمد - يعني ابن سيرين - قال: لم تر هذه الحمرة في آفاق السماء حتى قتل الحسين (عليه السلام) (5).

(١) أسد الغابة: ج ٢ ص ٢٢.
(٢) روي هذا المعنى في تذكرة الخواص: ص ٢٦٨، وأسد الغابة: ج ٢ ص ٢٢.
(٣ و ٤ و ٥) المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 54.
(٥٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»