الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٦٨
ومن ذلك: إنهم رأوا النيران في لحم الجزور.
حدث جرير، عن يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين (عليه السلام) ولي أربع عشرة سنة، فصار الورس رمادا الذي كان في عسكرهم، واحمرت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران (1).
ومن ذلك: إن السماء مطرت دما.
قالت نضرة الأزدية: لما قتل الحسين (عليه السلام) مطرت السماء دما، فأصبحنا وحبابنا وجرارنا مملوءة دما (2).
قال سليم القاص: لما قتل الحسين (عليه السلام) لم نرفع حجرا إلا وجدنا تحته دما عبيطا، وصار الورس رمادا (3).
حدث محمد بن سباع، عن أبيه قال: لما انتهب متاع الحسين (عليه السلام) كان فيما انتهبوا ورس، فما امتشطت به امرأة إلا برصت (4).
وقال عمرو الكندي: حدثتني أم حيان، قالت: يوم قتل الحسين (عليه السلام) أظلمت علينا ثلاثا، ولم يمس أحد شيئا من زعفرانهم فجعله على وجهه إلا احترق، ولم تقلب حجر ببيت المقدس إلا أصبح تحته دما عبيطا (5).
وقال عبد الملك بن كردوس: حدثني حاجب ابن زياد، قال لعنه الله: لما قتل الحسين (عليه السلام) صلى المغرب ثم دخل فإذا نار في وجهه، فقال: هكذا واتقى بيده عن وجهه، ثم التفت فقال: هل رأيت الذي رأيت؟ قلت: نعم. قال: لا تحدث به أحدا (6).

(١) روى أخطب خوارزم هذا المعنى سندا آخر في مقتل الحسين: ج ٢ ص ٩١.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٤ ص ٥٤. والحباب جمع الحب، والجرار جمع الجرة: إناء من خزف له بطن كبير وعروتان وفم واسع.
(٣) روى أخطب خوارزم هذا المعنى بسند آخر في مقتل الحسين: ج ٢ ص ٩٠.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٤ ص ٥٦ مع اختلاف السند.
(٥) بحار الأنوار: ج ٤٥ ص ٢١٦ ذيل ح ٣٩ نقلا عن بعض كتب المناقب.
(٦) بحار الأنوار: ج ٤٥ ص ٣٠٨ باب ٤٦ ح ١١ عن بعض كتب المناقب.
(٥٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 ... » »»