الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٨٠
فصلوهم يهون الله عليكم الحساب. والله الله في الأيتام فلا تعر (1) أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار. والله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل فيه غيركم. والله الله في جيرانكم، فإن الله عز وجل ورسوله أوصى بهم. والله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن يترك لم تناظروا فإن أدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف من ذنبه. والله الله في الصلاة فإنها خير العمل، وإنها عمود دينكم. والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم. والله الله في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار. والله الله في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معيشتكم. والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان: إمام هدى، ومطيع له مقتد بهداه. والله الله في ذرية (2) نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم. والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يأووا محدثا، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث. والله الله في النساء وما ملكت أيمانكم. لا تخافن في الله لومة لائم، يكفيكم الله من أرادكم وبغى عليكم. قولوا للناس حسنا كما أمركم الله، ولا تتركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم. عليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب. حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم، وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام.
ثم لم يزل يقول: لا إله إلا الله حتى قبض صلوات الله عليه في أول ليلة من العشر الأواخر، ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان، ليلة الجمعة لأربعين سنة مضت من الهجرة (3).

(١) كذا في النسخة، وفي البحار: فلا تغيروا، وفي الكافي: فلا تغبوا، أي لا تجيعوهم، والمعنى واحد لأن الجائع يتغير فمه.
(٢) وفي الأصل: ذمة.
(٣) الكافي: ج ٧ ص ٥١ ح ٧، بحار الأنوار: ج ٤٢ ص ٢٥٠ باب 127 كيفية شهادته ووصيته ح 52.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»