الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٧٨
واعلم أن الحسين ولي الدم معك، تجري فيه مجراك، وقد جعل الله تبارك وتعالى له على قاتلي سلطانا كما جعل لك، وأن ابن ملجم ضربني ضربة فلم تعمل فثناها فعملت، فإن عملت فيه ضربتك فذاك، وإن لم تعمل فمر أخاك الحسين فليضربه أخرى بحق ولايته فإنها ستعمل فيه، فإن الإمامة له بعدك، وجارية في ولده إلى يوم القيامة، وإياك أن تقتل في غير قاتلي فإن الله عز وجل يقول:
* (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * (1).
واعلم أن معاوية سيخالفك كما خالفني، فإن وادعته وصالحته كنت مقتديا بجدك (صلى الله عليه وآله) في موادعته بني ضمرة وبني أشجع وفي مصالحته أهل مكة يوم الحديبية وكانت لك بي أسوة في الصبر خمس وعشرين سنة، فإن أردت مجاهدة عدوك فلن يصلح لك من شيعتك من لم يصلح لأبيك فإنهم قوم لا وفاء لهم، يوردونك ثم لا يصدرونك، ويخذلونك ثم لا ينصرونك، ويعاهدونك ثم لا يفون لك، وسيقتلك معاوية بالسم ظلما وعدوانا وذلك سابق في علم ربك تقدس ذكره، فاحقن دماء شيعتك بموادعته، وابتغ لهم السلامة بمصالحته.
ثم قال للحسين (عليه السلام): وأنت يا حسين ستخرج لمجاهدة ابنه يزيد فيقتلك من قومه أبرص ملعون لا يراقب فيك إلا ولا ذمة، وسيقتل معك سبعة عشر من أهل بيتك تحت أديم السماء مالهم شبيهون، وكأ ني بك تستسقي الماء فلا تسقى، وتنادي فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، وكأ ني بأهل بيتك قد سبوا وبثقلك قد نهب، وكأ ني بالسماء قد أمطرت لقتلك دما ورمادا، وكأ ني بالجن قد ناحت عليك، وكأ ني بموضع تربتك قد صار مختلف زوارك من الملائكة والمؤمنين. ثم قطع كلامه.
وصية أخرى:
حدث عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعمن رواه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: هذه وصية علي

(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»