الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٥٣
إلى علي حلبها ودرها * إلى علي نفعها وضرها إلى علي خيرها وشرها * حتى تقروا أنه أبرها وتقدم أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري ثم تقدم عقبة بن عامر الأنصاري وكان بدريا عقبيا ثم تقدم خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين (رضي الله عنه) فتكلم بكلام طويل يحض فيه على قتال الفئة الباغية، وتقدم الحجاج بن غزية الأنصاري، وحمل زياد بن لبيد الأنصاري، ثم تقدم زيد بن أرقم الأنصاري، وتقدم خالد بن أبي خالد وتقدم الحارث بن حسان الذهلي فنادى: يا بني ثعلبة أشيفوا نحوي واسمعوا قولي. فاجتمع إليه بكر بن وائل وأهل الكوفة فقال: يا قوم إني لما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورأيت أصحابه لم أر أحدا من الناس عنده بمنزلة صاحبكم أعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كان أدنى إليه منهم مجلسا، وأمسهم به رحما، وأفضلهم عنده مكانا، وكان وزيره وأمينه ووصيه، فمن كان ناصرا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته فلينصر هذا الرجل اليوم، فوالله إن ناصر هذا اليوم كناصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل اليوم.
وتقدم أبو أمية الأصم وهو يقول:
هذا علي قائد يرضى به * مولى رسول الله من أصحابه من عوده الباقي ومن نصابه (1) * ومن مواسيه ومن إينابه.
وتقدم عامر بن شداد الأزدي، فأسره الأشتر ومضى به إلى علي (عليه السلام) فبايعه.
وحمل فروة بن نوفل الأشجعي صاحب النخيلة وكان للأشتر - وهو مالك بن الحارث - غناء عظيم.
ويقال ان عبد الله بن الزبير أخذ بخطام الجمل فقبله وأراد أن يخرج إلى الأشتر، فسألته عائشة من هو، فعرفها أنه عبد الله بن الزبير، فكرهت خروجه إليه وحذرته من الأشتر، فلم يقبل منها. فقيل: إن الأشتر صرع ابن الزبير فجعل ينادي:
اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي، فأقبل الناس إليهما، وشغل الأشتر عن ابن

(١) النصب والنصب: العلم المنصوب (لسان العرب ١ / 759).
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»