الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٥٢
وحمل عمرو بن الحمق الخزاعي. وتقدم رفاعة بن شداد البجلي ثم رجع إلى موقفه، وتبين في أصحاب الجمل اختلالا فرجع وهو يرتجز ويقول:
إني إذا ما كثر الصياح * والتفت الرماح بالرماح وأبرز المناطح المنطاح * ناديت في الفتية الأبراح هذا علي في الدجى مصباح * وخير من تضمه البطاح وخير من تطلب له الرياح * وخير من قاربه القداح نحن بدا من فضله فصاح * نقوله جهرا هو الصراح.
وحمل عبد الرحمن الكندي وهو من أولاد الملوك، وكانت الراية مع حجر بن عدي، وعبد الرحمن يرتجز ويقول:
قد حمل الراية خير كندة * حجر وحجر لعلي عدة متوج في قومه بالنجدة * قد قاتل الشرك وأهل الردة وخرج رجل من الأزد من أصحاب الجمل يضرب بسيفه بين الصفين ويقول:
أقتلهم ولا أرى أبا الحسن * ضربته بصارم مثل اللبن ذاك الذي في الحادثات قد قرن * ذاك الذي يطلب فينا بالإحن فحمل عليه حجر بن عدي وهو يقول:
يا أيها السائل ما علي * أثبت فأنت رجل شقي هذا علي وهو الوصي * آخاه يوم الحرة النبي وقال هذا بعدي الولي * وعاه واع ونسي الشقي ثم شد عليه حجر بن عدي فضربه ضربة خر منها منكسا.
ثم تقدم يزيد بن محنفة الجعفي، وتقدم عبد الله بن الحارث أخو الأشتر، وحمل الأفوه بن قدامة الأزدي وهو يقول:
إني إذا الحرب تعالى أمرها * لم يعدني ضحضاحها وغمرها باشرتها حتى يبوخ (1) جمرها

(١) بأخت النار والحرب تبوخ بوخا: سكنت فخترت (لسان العرب ٣ / 9).
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»