الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٣٨
ولم يشهد سعيد بن العاص يوم الجمل، وصد عائشة بجهده فلم تقبل.
ولما حصل طلحة والزبير في البصرة تناقشا (1) في الصلاة بالناس، فخاف كل واحد منهما أن يصلي خلف صاحبه فيصير ذلك له حجة عليه، فأصلحت بينهما على أن يصلي بالناس مرة محمد بن طلحة ومرة عبد الله بن الزبير.
فقال العوام بن مالك الأزدي: تالله ما رأيت كاليوم قط شيخان يصلي بهما غلامان، وفارقهما الأزدي ولحق بعلي (عليه السلام)، وأنشأ يقول:
تبارى الغلامان إذ صليا * وشح على الملك محياهما فصال ابن طلحة وابن الزبير * لقد الشراك هما ما هما فكل يرتضيها لابنه * ولم يضبط الأمر ابناهما فهذا الإمام وهذا الإمام * ويعلى بن منية دلاهما يعلى بن منية هو الذي اشتري منه جمل عائشة، وكان جملا منكرا، وكان يلقب عسكرا لشدته.
قالت امرأة من ضبة قبل أيمها يوم الجمل.
شهدت الحروب فشيبنني * فلم أر يوما كيوم الجمل أشد على مؤمن فتنة * وأقتل منه لخرق بطل فليت الظعينة في بيتها * وليتك عسكر لم ترتحل وقال بعض الشعراء:
ألا أيها الناس عندي الخبر * بأن أخاكم زبيرا غدر وطلحة أيضا حذا نعله * ويعلى بن منية فيمن أمر (2) وبعض الناس يصحف فيقول: نعلي بن منية (3) والصحيح ما ثبت في هذا الشعر.
وقال أبو الأسود الدؤلي: لما استقامت البصرة لطلحة والزبير أرسلا إلى ناس من وجوه البصرة وأنا فيهم، فدخلا بيت مال البصرة فدخلت معهما، فلما رأوا

(١) كذا، والظاهر: تنافسا.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٣ ص ١٤٩. في المناقب، نفر بدل " أمر ".
(٣) كذا في ظاهر الأصل، وما أثبته في الشعر أيضا غير واضح، وفي المناقب: يعلى بن منبه.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»