الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٢٣
قال: بلى يا نبي الله اني أحب أن أسمع ذلك في من أحبه الله ورسوله.
قال له: غزتنا الأحزاب من قريش ومن ظاهرهم علينا من قبائل العرب، والمشركون يومئذ كما قال الله تعالى: * (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر) * فتلا (عليه السلام) إلى قوله عز وجل:
* (وزلزلوا زلزالا شديدا) * ففض الله بيد علي (عليه السلام) المشركين وحصد شوكتهم وقتل عمرا فارسهم، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان لله يومئذ جندان علي والريح، فضرب بهما وجوه المشركين وردهم على أعقابهم ما نالوا خيرا، وهبط علي بقية اليوم جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا أحمد إن الله تعالى يقرئ عليك السلام ويقول لك: إني افترضت الصلاة على عبادي فوضعتها عن العليل الذي لا يستطيعها، وافترضت الزكاة فوضعتها عن المقل، وافترضت الصوم فوضعته عن المريض والمسافر، وافترضت الحج فوضعته عن المعدم وعن من لم يجد السبيل إليه، وافترضت حب علي بن أبي طالب ومودته على أهل السماوات والأرض فلم أعذر في حبه أحدا من أمتك، فمن أحبه فبحبي وحبك أحبه، ومن أبغضه فببغضي وبغضك أبغضه. ثم قال (صلى الله عليه وآله): أولا أخبرك له بمنقبة ثالثة؟
قال: بلى فداك أبي وأمي.
قال: أما أنه ما أنزل الله كتابا ولا خلق خلقا إلا وجعل له سيدا، فالقرآن سيد الكتب، وآية الكرسي سيدة آي القرآن، وشهر رمضان سيد الشهور، وليلة القدر سيدة الليالي، والفردوس سيد الجنان، وبيت الله الحرام سيد البقاع، وجبرائيل (عليه السلام) سيد الملائكة، وأنا سيد الأنبياء، وعلي سيد الأوصياء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ولكل امرء من عمله سيد، وحبي وحب علي بن أبي طالب سيد الأعمال مما يتقرب به المتقربون من طاعة ربهم. يا أخا بني عامر ألا أنبئك بالرابعة؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: إذا كان يوم القيامة نصب لأبي إبراهيم (عليه السلام) منبر عن يمين العرش، ونصب لي منبر عن شمال العرش، ثم يدعى بكرسي يزهو نورا فينصب بين
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»