الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٢٦
فيأتيهم النداء: يا أيها العلويون أنتم آمنون ادخلوا الجنة مع من كنتم توالون.
وقال جابر بن عبد الله: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس اتقوا الله واسمعوا.
قالوا: لمن السمع والطاعة بعدك يا رسول الله؟
قال: لأخي وابن عمي ووصيي علي بن أبي طالب.
قال جابر بن عبد الله: فعصوه والله وخالفوه وحملوا عليه بالسيوف (1).
وقال هاشم بن عروة، عن أبيه أنه قال: قالت عائشة: كنت جالسة عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا عائشة أيسرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن أبي طالب.
فقالت: يا رسول الله ألست سيد العرب؟
قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب (2).
وقال مجاهد: قال ابن عباس (رضي الله عنه): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي إن الله عز وجل كان ولا شئ، فخلقني وخلقك من نور جلاله، فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونقدسه، وذلك قبل أن يخلق الله السماوات والأرض. فلما أراد الله أن يخلق آدم (عليه السلام) خلقني وإياك من طينة واحدة، من طينة عليين، وعجنت بذلك النور وغمست في جميع الأنوار وأنهار الجنة، ثم خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة والنور، فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره واستنطقهم وقررهم بربوبيته، فأول خلق أقر له بالربوبية والتوحيد أنا، ثم أنت، ثم النبيون على قدر منازلهم وقربهم من الله تعالى، فقال الله تبارك وتعالى: قد صدقتما وأقررتما يا محمد ويا علي وسبقتما خلقي إلى طاعتي فكذلك كنتما في سابق علمي فيكما، وأنتما صفوتي من خلقي وذريتكما وشيعتكما، ولذلك خلقتكما. يا علي فكانت الطينة في آدم (عليه السلام) ونوري ونورك بين عينيه، تنتقل بين أعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة إلى صلب عبد المطلب، فافرق نصفين، فخلقني الله من

(١) بحار الأنوار: ج ٣٨ ص ١١٠ باب 61 ح 43.
(2) مناقب ابن المغازلي: ص 213 ح 257.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»