الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣١٩
فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق) * فكان الناس إذا أصابوا من طعام النبي (صلى الله عليه وآله) صدروا عنه ولم يلبثوا أن يخرجوا، فمكث النبي (صلى الله عليه وآله) عند زينب سبعة أيام بلياليها، ثم تحول إلى أم سلمة رضي الله عنها بنت أبي أمية، وكانت ليلتها وصبيحتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما تعالى النهار جاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الباب فدقه، فأنكرته أم سلمة، فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): يا أم سلمة قومي فافتحي الباب.
فقالت: يا رسول الله من هذا الذي قد بلغ من جده إلى أن ينظر إلي فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله) وهو كهيئة المغضب: قومي وافتحي الباب فإن على الباب رجلا ليس بالنزق ولا بالعجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يا أم سلمة إنه آخذ بعضادتي الباب ولا يدخل حتى يختفي عليه الوطأ. فقامت أم سلمة وهي لا تدري من بالباب إلا أنها قد حفظت النعت والمدح فمشيت نحو الباب وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وفتحت الباب فلم يدخل حتى رجعت إلى خدرها، ففتح الباب ودخل، فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال النبي: يا أم سلمة أتعرفينه؟ قالت: نعم هنيئا له هذا علي بن أبي طالب. قال: نعم لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وعيبة علمي، ونائبي الذي ما أحد أولى منه، وخليفتي من بعدي، وقريني في الآخرة، ومعيني في السنام الأعلى، اشهدي يا أم سلمة أنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
فقال الرجل: فرجت عني يا بن عباس أشهد أن علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1).
قال أبو بكر: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أيها الناس إن الاسلام ستقطع عراة فلا يبقى منه إلا عروة واحدة كتاب الله المنزل وعترة نبيه المرسل، ألا وإنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأن هذه أيام أكل وشرب وذكر الله.

(١) اليقين: ص 105 - 108 الباب الخامس والعشرون بعد المائة.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»