الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٢٢
إلا قليلا، فإن قدمت فلم تجدني فاسأل هذا، وأخذ بكتف (1) علي (عليه السلام) فاشتالها وكان إلى جانبه.
فقال الأعرابي: ومن هذا بأبي أنت وأمي؟
فقال: هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، فهو مني ومن شجرتي، ومن قد آتاه الله حلمي وعلمي، وجعل منزلته مني بمنزلتي من ربي، وهو ولي المؤمنين بعدي.
قال: فنحنح الأعرابي ثم قال عن علي (عليه السلام): والله أردت أن أسأل عنه مع الذي سألت فإن حجيج قومي ممن شهد ذلك أخبرونا أنك أقمت عليا بعد قفولك من الحج بالشجرات من خم، فافترضت على المسلمين محبته وطاعته وأوجبت عليهم جميعا ولايته، وقد أكبروا علينا في ذلك فبين لنا يا نبي الله فذلك فريضة علينا من الأرض لما أدنته الرحم منك أم الله افترض ولايته على أهل السماوات والأرض جميعا، فاني راض مسلم لله ولرسوله؟
قال: أفلا أخبرك عن فضل علي؟
قال: بلى بأبي أنت وأمي.
قال: إنه لما كان يوم أحد وانقضت علينا قريش فيمن أجلبت به علينا من حلفائها وانهزم المسلمون بعد ما أصيب منهم وقتل عمي حمزة، فاني وعلي على الصخرة من سلع ولم يبق معي غيره الا من صعد الجبل، وقد قتل الله بيده يومئذ من المشركين من قتل ورد به منهم من رد، إذ هبط علي جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا أحمد إن الله يقرئ عليك السلام ويقول لك: إني عن علي راض واني آليت على نفسي أن لا يحبه عبد إلا أحببته، ومن أحببته لم أعذبه بناري، وأن لا يبغضه عبد إلا أبغضته، ومن أبغضته لم يكن له في الجنة نصيب. وكان الأعرابي قد اعتزى إلى بني عامر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ألا أخبرك يا أخا بني عامر عن فضل علي بفضيلة ثانية؟

(1) كذا في ظاهر الأصل.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»