الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٢٥
وصلى معه سبع سنين قبل أن يصلي أحد من الرجال. قال النبي (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنوبه التي اكتسبها بلسانه، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة أثر، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب فيه فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر، والنظر إلى علي عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه " (1).
قال عبد الله بن العباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا. فقال له قائل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من الركبان؟
قال: أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، خطمها من اللؤلؤ الرطب، وعيناها من ياقوتتين حمراوتين، وبطنها من زبرجد أخضر، عليها قبة من لؤلؤة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، ظاهرها من رحمة الله وباطنها من عفو الله، إذا أقبلت رفت، وإذا أدبرت زفت، وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضئ لأهل الجمع، ذلك التاج له سبعون ركنا، كل ركن يضئ كالكوكب الدري في أفق السماء، وبيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة:
لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا نبي مرسل، ولا يمر بنبي إلا يقول: ملك مقرب. فينادي مناد من بطنان العرش: يا أيها الناس ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب (2)، وتجئ شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته، من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويون.

(١) بحار الأنوار: ج ٣٨ ص ١٩٦ باب ٦٤ ح ٤.
(٢) اليقين: ص ١٨٤ - ١٨٥ الباب التاسع والثمانون بعد المائة، بحار الأنوار: ج ٤ ص ٢٣ باب 91 ح 43.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»