الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣١٧
أردت بما سألتك عنه إلا الله وحده لا شريك له.
فضحك وقال: يا حارثة دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد اشتد وجعه فأحببت الخلوة به، وكان عنده العباس، فجلست حتى نهض وتبين لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أردت، فالتفت إلي وقال: يا عمر أردت أن تسألني لمن يصير هذا الأمر بعدي.
قلت: نعم يا رسول الله. فقال: هذا وصيي من بعدي، وهو خليفتي وكاتم سري، من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله عز وجل، ألا ومبغضه مبغضي، ومبغضي مبغض الله، يا علي والى الله من والاك وخذل من يخذلك. ثم علا بكاؤه، فانهملت عبرته، فجعلت آخذها بيدي وهي تنهدر على لحيته وعلى خده (عليه السلام) وأنا أمسح بيدي وجهه، ثم التفت إلي (صلى الله عليه وآله) وقال: يا عمر إذا نكث الناكثون وقسط القاسطون ومرق المارقون قام هذا مقامي حتى يفتح الله عليه وهو خير الفاتحين.
قال حارثة: فتعاظمني ذلك، فقلت: يا عمر فقد فقدتموه وقد سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال: يا حارثة بأمر كان ذلك.
قلت: بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو بأمر علي (عليه السلام)؟
قال: بأمر علي (1).
حدث الأعمش، عن عتابة الأسدي أنه قال: كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما جالسا بمكة يحدث الناس على شفير زمزم، فلما انقضى حديثه نهض إليه رجل فسلم عليه وقال: يا بن عباس إني رجل من أهل الشام.
فقال ابن عباس: أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منهم، سل عما بدا لك.
قال: يا بن عباس أسألك عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقتله أهل لا إله إلا الله.
قال له ابن عباس: ثكلتك أمك سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك.

(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»