الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٠٣
شريك له وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأن ما جاء به هو الحق من عند ربنا وأنك وصيه وخليفته وأحق بالأمر بعده. وعادوا إلى بلادهم مسلمين موحدين (1).
وقيل: إن الماء طغى في فرات الكوفة حتى أشفق أهل الكوفة من الغرق، ففزعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج والناس معه حتى أتى شاطئ الفرات، فنزل عليه فأسبغ الوضوء وصلى منفردا بنفسه والناس يرونه، ثم دعا الله بدعوات سمعها أكثرهم، ثم تقدم نحو الفرات متوكئا على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء وقال: انقص بإذن الله ومشيئته، فغاض الماء حتى بدت الحيتان في قعر الفرات، فنطق كثير منها بالسلام عليك يا أمير المؤمنين ولم ينطق منها أصناف من السمك وهي الجري والمارماهي والزمير، فتعجب الناس لذلك وسألوه عن علة نطق ما نطق وصموت ما صمت. فقال: أنطق الله تعالى لي منها ما طهر من السمك وأصمت عني ما حرمه ونجسه وبعده (2).
وذكر المفيد رحمه الله تعالى في كتاب الإرشاد أن هذا الخبر مشتهر بالنقل والرواية كشهرة كلام الذئب للنبي (صلى الله عليه وآله) وتسبيح الحصى في كفه وحنين الجذع إليه وإطعام الخلق الكثير من الطعام القليل وغير ذلك (3).
وقال المفيد رحمه الله تعالى في كتاب الإرشاد أنه روى حملة الآثار ورواة الأخبار من حديث الثعبان والآية فيه والأعجوبة مثل ما رووه من حديث كلام الحيتان ونقصان ماء الفرات، فرووا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان ذات يوم يخطب على منبر الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر فجعل يرقى حتى دنا من أمير المؤمنين (عليه السلام)، فارتاع الناس لذلك وهموا بقصده ودفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأومى إليهم بالكف عنه.
فلما صار على المرقاة التي عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) قائم انحنى إلى الثعبان،

(١) بحار الأنوار: ج ٤١ ص ٢٧٠ باب ١١٢ ح ٢٤.
(٢) الخرائج والجرائح: ج ٢ ص ٨٢٤ الباب السادس عشر ح 38، الإرشاد: ص 183.
(3) الإرشاد: ص 183 في تكلم الحيتان معه عليه السلام.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»