الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٠٢
فقال: أمير المؤمنين: كذبت يا لعين.
قال: فمن يشهد أنه للمرأة يا علي؟
فقال: الشاهد الذي لا يكذبه أحد من أهل الكوفة.
فقال الرجل: إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة.
فقال علي (عليه السلام): تكلم أيها الجمل لمن أنت؟
فقال بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين وخير الوصيين أنا لهذه المرأة منذ بضع عشرة سنة.
فقال علي (عليه السلام): خذي جملك، وعارض الرجل بضربة قسمه نصفين (1).
وقيل: قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حبر من أحبار اليهود، فقال: يا رسول الله إن قومي أرسلوني إليك وقالوا إن نبيهم موسى بن عمران (عليه السلام) عهد إليهم أنه يبعث بعده نبي من العرب، فإذا بعث فامضوا إليه وسلوه أن يخرج لكم من الجبل سبع نوق سود الحدق حمراء الوبر، فإن أخرجها فآمنوا به واتبعوه وصدقوه.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الله أكبر الله أكبر قم بنا يا أخا اليهود، فخرج إلى ظاهر المدينة وجاء إلى جبل فصلى عنده ركعتين وتكلم بكلام خفي فانصدع الجبل وسمعنا حنين النوق.
فقال اليهودي: صبرا يا محمد حتى أمضي إلى قومي وأحضرهم ليقضوا عدتهم ويؤمنوا بك. فمضى ولم يعد.
فلما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) وجلس أبو بكر وصل اليهودي مع قومه، فدخلوا عليه وطلبوا عدتهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال لهم: عليكم بعلي (عليه السلام)، ونهض ومعه الصحابة واليهود إلى أمير المؤمنين (عليه السلام). فلما نظر إليهم سار أمامهم قاصدا إلى الجبل فصلى عنده ركعتين وتكلم بكلام خفي فانصدع الجبل وانشق وخرجت النوق السبعة، فقال: دونكم يا جماعة اليهود عدتكم. فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا

(١) أوردها العلامة الحلي في اليقين: ص 72 الباب الثالث والتسعون وص 144 الباب الرابع والأربعون بعد المائة، نقلا عن كتاب الأربعين.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»