الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣١٤
ملأ من أصحابه فقال: يا رسول الله أمرتنا عن الله تعالى بأن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت " من كنت مولاه فعلي مولاه " فهذا شئ منك أو من الله عز وجل؟
فقال (صلى الله عليه وآله): والذي لا إله غيره أنه أمر من الله تعالى. فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: * (إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) *، فلما ركب راحلته وخرج إلى ظاهر المدينة رماه الله بحجر من السماء فسقط على هامته فخرج من دبره، فوقع يفحص الأرض برجله.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لجماعة من الصحابة: اخرجوا انظروا إلى الحارث ما صنع الله به. فخرجوا إليه فوجدوه مطروحا يفحص الأرض برجله، فقال واحد من الجماعة وقد رأى ضبا: والله لولاية هذا الضب علينا أجود من ولاية علي بن أبي طالب، ثم رجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبروه خبر الحارث. فقال لهم: إنه يأتي يوم القيامة قوم وإمامهم ضب (1).
حدث أبو عمر عمر بن عبد الله بن شوذب، قال: حدثنا محمد بن أحمد العسكري الدقاق، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبادة، قال: حدث عمر بن ثابت، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه قال: كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أعطاك هذا الخاتم؟ فقال له: أعطاني هذا الراكع. فأنزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
وحدث يحيى بن كثير، عن أبي عوانة، عن أبي الجارود، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: أمرني

(١) انظر موسوعة الغدير: ج ١ ص ٢٣٩ - 246 ح 1 - 24 رواه بطرق مختلفة وهي قريبة مما ذكر في المتن.
(2) مناقب ابن المغازلي: ص 313 ح 357.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»