الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٠٠
وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس ما أحبنا رجل فدخل النار، وما أبغضنا رجل فدخل الجنة. وأنا قسيم الجنة والنار، هذه إلى الجنة يمينا، وهذه إلى النار شمالا، أقول لجهنم يوم القيامة: هذا لي وهذا لك حتى تجوز شيعتي على الصراط كالبرق الخاطف والرعد القاصف وكالطير المسرع وكالجواد السابق. فقام الناس اليه بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون: الحمد لله الذي فضلك على كثير من خلقه.
قال: ثم تلا أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه الآية: * (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) * (1).
ومن كتاب الأربعين المذكور، وهو الحديث الرابع والثلاثون: أخبرنا الشيخ الإمام مجاهد الدين أبو الفرج علي بن أحمد البغدادي بمدينة السلام، قال: أخبرنا القاضي ركن الدين أبو الفضل بن محمد بن علي بدمشق، قال: أخبرنا أبو نصر بن اسفنديار الحلبي، قال: حدثنا داود بن سليمان العسقلاني، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن جعفر بن بشير، عن أبيه، عن موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) كان يسعى على الصفا بمكة، فإذا هو بدراج يدرج على وجه الأرض، فوقع بإزاء أمير المؤمنين، فقال له: السلام عليك أيها الدراج.
فقال الدراج: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين.
فقال له أمير المؤمنين: أيها الدراج ما تصنع في هذا المكان؟
فقال: يا أمير المؤمنين إني في هذا المكان منذ كذا وكذا عام أسبح الله تعالى وأقدسه وأمجده وأعبده حق عبادته (2).
ومن كتاب الأربعين أيضا: رواية منتجب الدين محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس، قال: حدثني الشيخ الأجل الإمام العالم منتجب الدين مرشد الاسلام

(١) اليقين: ص ٦٥ الباب الثامن والثلاثون نقلا عن كتاب الأربعين. الآية ١٧٣ - آل عمران.
(٢) اليقين: ص 71 - 72 الباب الثاني والتسعون نقلا عن كتاب الأربعين.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»