الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٥٩
أخطأت رأسه، فزرقه وحشي بالحربة فوق الثدي فسقط، وشدوا عليه فقتلوه، فأخذ وحشي الكبد فشد بها إلى هند، فأخذتها فطرحتها في فيها، فصارت مثل الداعصة - وهي العظم المدور الذي يتحرك على رأس الركبة - فلفظتها، ويقال:
صارت حجرا. وأتت هند وجدعت أنف حمزة واذنه وجعلتها في مخنقتها بالذريرة (1) مدة.
فلما رأى النبي (صلى الله عليه وآله) حمزة خنقته العبرة وقال: لأمثلن بسبعين من قريش.
فنزل: * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم) * (2). فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل أصبر (3).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشغولا عنه لا يعلم ما انتهى إليه الأمر (4).
قال زيد بن وهب: قلت لابن مسعود: انهزم الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأبو دجانة وسهل بن حنيف.
قال ابن مسعود: انهزم الناس إلا علي بن أبي طالب وحده، وثاب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نفر أولهم عاصم بن ثابت وأبو دجانة وسهل بن حنيف، ولحقهم طلحة بن عبيد الله.
فقلت له: فأين كان أبو بكر وعمر؟
قال: كانا ممن تنحى.
قلت: فأين كان عثمان؟
قال: جاء بعد ثلاثة أيام من الوقعة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد ذهبت فيها عريضة.
قال: قلت له: فأين كنت أنت؟
قال: كنت ممن تنحى.

(١) الذريرة: فتات من قصب الطيب الذي يجاء به من بلد الهند يشبه قصب النشاب (لسان العرب ٤ / ٣٠٣).
(٢) النحل: ١٢٦.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 193.
(4) الإرشاد للمفيد: ص 45.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»