الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٦٠
قال: قلت له: فمن حدثك بهذا؟
قال: عاصم بن ثابت وسهل بن حنيف.
قال: قلت له: إن ثبوت علي في ذلك المقام لعجب.
فقال: إن تعجبت من ذلك لقد تعجبت منه الملائكة، أما علمت أن جبريل (عليه السلام) قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
فقلت له: فمن أين علم ذلك من جبرئيل (عليه السلام)؟
قال: سمع الناس صائحا يصيح في السماء بذلك، فسألوا النبي (عليه السلام) عنه، فقال:
ذلك جبرئيل (1).
وفي حديث عمران بن حصين قال: لما تفرق الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم أحد جاء علي متقلدا بسيفه حتى وقف بين يديه، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه اليه، فقال له: مالك ما تفر مع الناس؟ قال: يا رسول الله أرجع كافرا بعد إسلامي؟!
فأشار له إلى قوم انحدروا من الجبل، فحمل عليهم فهزمهم، ثم أشار إلى قوم اخر فحمل عليهم فهزمهم ثم أشار له إلى قوم اخر فحمل عليهم فهزمهم.
فجاء جبريل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله لقد عجبت الملائكة وعجبنا معها من حسن مواساة علي لك بنفسه.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وما يمنعه من ذلك، هو مني وأنا منه.
فقال جبريل (عليه السلام): وأنا منكما (2).
وقد روى محمد بن مروان، عن عمارة، عن عكرمة: قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: لما انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحقني من الجزع عليه ما لم أملك معه نفسي، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أجده.
فقلت: ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليفر وما رأيته في القتلى فأظنه رفع من بيننا، فكسرت جفن سيفي، وقلت في نفسي: لأقاتلن به عنه حتى اقتل، وحملت على

(١) الإرشاد للمفيد: ص ٤٥.
(٢) بحار الأنوار: ج ٢٠ ص ١٢٩ باب 11 من تاريخ نبينا (صلى الله عليه وآله) ذيل ح 50.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»