الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٥٦
[غزوة] أحد وكانت غزوة أحد في شوال، وهو يوم المهراس (1).
قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة والربيع والسدي وابن إسحاق: نزل قوله تعالى: * (وإذ غدوت من أهلك) * (2) وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام) (3).
وعن زيد بن وهب * (ان الذين تولوا منكم) * (4). فقال: لم انهزمنا وقد وعدنا بالنصر؟! فنزل: * (ولقد صدقكم الله وعده) * (5) (6).
وعن ابن مسعود والصادق (عليه السلام): لما قصد أبو سفيان في ثلاثة آلاف من قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، ويقال في ألفين، منهم مائتا فارس والباقون ركب، ولهم سبعمائة درع، وهند ترتجز وتقول:
نحن بنات طارق * نمشي على النمارق (7) والمسك في المفارق (8) * والدر في المخانق (9) وكان قد استأجر أبو سفيان يوم أحد ألفين من الأحابيش (10) يقاتل بهم النبي (صلى الله عليه وآله)، فنزل: * (ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) * (11).
فرأى النبي (صلى الله عليه وآله) أن يقاتل الرجال على أفواه السكك (12) والضعفاء من فوق

(١) المهراس: حجر منقور يتوضأ منه، وماء بأحد.
(٢) آل عمران: ١١٧.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٩١.
(٤) آل عمران: ١٤٩.
(٥) آل عمران: ١٤٥.
(٦) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٩١.
(٧) النمرق والنمرقة: الوسادة الصغيرة يتكأ عليها.
(٨) والمفارق: جمع مفرق وهو من الشعر موضع افتراقه.
(٩) والمخانق: جمع المخنقة: القلادة وما يخنق به.
(١٠) الأحابيش جمع الأحبوش: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.
(١١) الأنفال: ٣٦.
(١٢) السكة: الطريقة المصطفة من النخل، ومنها قيل للأزقة سكك لاصطفاف الدور فيها. النهاية لابن الأثير: ج 2 ص 384.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»