الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٧٠
ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمن جاء به: ما كان يقول حي وهو يقاد إلى الموت؟
قالوا: كان يقول:
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل فجاهد حتى بلغ النفس جهدها * وحاول يبغي العز كل مقلل (1).
واصطفى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نسائهم عمرة بنت خنافة. وقتل من نسائهم امرأة واحدة كانت أرسلت عليه (صلى الله عليه وآله) حجرا (2).
ولم يقتل من المسلمين غير خلال.
غزاة بنو (3) المصطلق هم من خزاعة، وهي غزوة المريسيع، ورأسهم الحارث بن أبي ضرار.
وأصيب يومئذ ناس من بني عبد المطلب، فقتل علي (عليه السلام) مالكا وابنه، فأصاب النبي (عليه السلام) سبيا كبيرا، وكان سبا علي (عليه السلام) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، فاصطفاها النبي (صلى الله عليه وآله)، فجاء أبوها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بفداء ابنته، فسأله النبي (صلى الله عليه وآله) عن جملين خبأهما في شعب كذا. فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، والله ما عرف بهما أحد سواي.
ثم قال: يا رسول الله إن ابنتي لا تسبى أنها امرأة كريمة.
قال: اذهب فخيرها.
قال: أحسنت وأجملت. وجاء إليها أبوها، فقال لها: يا بنية لا تفضحي قومك.
فقالت: قد اخترت الله ورسوله. فدعا عليها أبوها. فأعتقها رسول الله وجعلها في جملة أزواجه.
فلما سمع قومها ذلك أرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فما علم امرأة أعظم بركة على قومها منها.
وفي هذه الغزاة نزلت: * (إن الذين جاؤوا بالإفك) * (4) (5).
)

(١) في الإرشاد: " مقلقل " بدل " مقلل ".
(٢) الإرشاد للمفيد: ص ٥٨ - ٥٩.
(٣) كذا في الأصل، والقاعدة: بني المصطلق.
(٤) النور: ١١.
(٥) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 201.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»