الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٤١
إن هذا الأعرابي صادني ولي خشفان (1) في البرية، وقد تعقد اللبن في أخلا في فلا هو يذبحني فأستريح ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية.
فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن تركتك ترجعين؟
قالت: نعم وإلا عذبني الله عذاب العشار.
فأطلقها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم تلبث أن جاءت تلمظ فشدها رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وأقبل الأعرابي ومعه قربة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): تبيعها. فقال: هي لك يا رسول الله. فأطلقها.
قال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسبح في البرية وهي تقول: لا اله إلا الله محمد رسول الله (2).
حدث ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له: ما هذا الذي يقوله قومك؟
قال: وحول النبي (صلى الله عليه وآله) أعذاق قال: فقال له: هل أريك آية؟ قال: بلى.
قال: فدعا عذقا منها فأقبل يخد الأرض ويسجد ويرفع رأسه حتى وقف بين يديه، ثم أمره فرجع.
قال: فخرج العامري وهو يقول: يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشئ يقوله أبدا (3).
حدث عبد الله بن مسعود أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى صلاة العشاء ثم انصرف فأخذ بيدي فخرج بي إلى أبطح مكة وأجلسني وخط علي خطا ثم قال: لا تبرح ويحك فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لن يكلموك. ثم انطلق رسول الله (عليه السلام) حتى لم أره، فبينا أنا كذلك إذا أنا برجال كأنهم الزط شعورهم وأجسامهم لا أرى عورة ولا أرى بشرا.

(١) الخشف: ولد الغزال يطلق على الذكر والأنثى، والجمع: خشوف.
(٢) بحار الأنوار: ج ١٧ ص ٤٠٢ باب ٥ ح ١٩.
(٣) بحار الأنوار ج ١٧ ص ٣٦٨ باب 3 ح 17.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»