الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٣٠
خطيب منيح:
ومن حلب الضئيلة (1) وهو نضو (2) * فأسبل درها للحالبينا وكانت حائلا (3) فغدت وراحت * بيمن المصطفى الهادي لبونا (4) والشاة لما مسحت الكف منك * على جهد الهزال بأوصال (5) لها قحل (6) سحت (7) بدرة شكر الضرع حافله (8) * فروت الركب بعد النهل بالعلل (9) (10) ومسح ضرع شاة حائل لا لبن لها فدرت وكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود (11).
أمالي الحاكم: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان قائظا، فلما انتبه من نومه دعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض بماء ومجه إلى عوسجة (12) فأصبحوا وقد غلظت العوسجة، ثم أثمرت وأينعت بثمر أعظم ما يكون في لون الورس (13) ورائحة العنبر وطعم الشهد (14)، والله ما أكل منها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا سقيم إلا برئ، ولا أكل من ورقها حيوان إلا در لبنها، وكان الناس يستشفون من ورقها، وكان يقوم مقام الطعام والشراب، ورأينا النماء والبركة في أموالنا. فلم يزل كذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها وصغر ورقها، فإذا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله).

(١) والضئيلة: مؤنث الضئيل: وهو بمعنى الحقير.
(٢) والنضو: بالكسر المهزول من الإبل وغيرها (٣) والحائل من الناقة وغيرها التي لم تلقح سنة أو سنوات.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٢١.
(٥) والأوصال: جمع وصل بالكسر والضم كل عضو على حدة.
(٦) والقحل: ما يبس جلده على عظمه.
(٧) وسحت: بتشديد الحاء المهملة أي صبت وسالت غزيرا.
(٨) شكر الضرع: امتلأ لبنا.
(٩) والنهل: الشرب الأول، والعلل: الشرب الثاني.
(١٠) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٢١.
(١١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٢٢.
(١٢) العوسج: شجر من شجر الشوك وله ثمر أحمر مدور كأنه خرز العقيق (لسان العرب ٢ / ٣٢٤).
(١٣) الورس: نبت أصفر (لسان العرب ٦ / ٢٥٤).
(١٤) الشهد: العسل ما دام لم يعصر من شمعه (لسان العرب ٣ / 243).
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»