أقبل على علي (عليه السلام). فقال: هل عندكم طعام فإني لم آكل منذ ثلاث طعاما.
فقال: ما تركنا في منزلنا طعاما.
فقال: امض بنا إلى فاطمة، فدخلا عليها وهي تلتوي من الجوع وإبناها معا، فقال لها: يا فاطمة فداك أبوك هل عندك طعام؟ فاستحيت وقالت: انظر، فدخلت مخدعا لها فظلت ثم سمعت حفيفا فالتفتت فإذا صحفة مملوة ثريدا ولحما، فاحتملتها فجاءت بها إلي، فوضعتها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجمعهم عليها: عليا وفاطمة والحسن والحسين، وجعل علي (عليه السلام) يطيل النظر إلى فاطمة ويتعجب ويقول: خرجت من عندها وليس عندها طعام فمن أين هذا؟ ثم أقبل عليها فقال:
يا بنت محمد أنى لك هذا الطعام؟
قالت: هو من رزق الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال: الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكريا ومريم، إذ قال لها * (أنى لك هذا قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) *.
فبينا هم يأكلون إذا سائل بالباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أطعموني مما تأكلون. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): إخسأه. فقال: وفعل ذلك ثلاثا.
فقال علي: يا رسول الله أمرتنا أن لا نرد سائلا، وهذا أنت تخسئه!
قال: يا علي هذا إبليس علم أن هذا من طعام الجنة فتشبه بسائل لنطعمه منه.
فأكل النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم حتى شبعوا، ثم ارتفعت الصحفة (1).
معجزة أخرى:
قال زيد بن أرقم بحذف الإسناد: قال: كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض سكك المدينة فمررنا بخباء فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله