الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٣٦
فقال: هذا صاحبك، فلما دنا منه قال له: ما أنت بصاحبي. فما زال يدور حتى أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فسعى إليه وقبل يديه ورجليه.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أليس أنت يلجا ناجي ابن المنذر السكاسكي؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: فأين سبع عشرة ناقة محملة ذهبا وفضة ودرا وياقوتا وجوهرا ووشيا (1) وملحما (2) وغير ذلك؟
قال: هاهي ورائي مقبلة.
فقال: هي سبع عشرة ناقة، على كل ناقة عبد أسود، عليهم أقبية الديباج ومناطق (3) الذهب، وأسماؤهم محرز ومنعم وشهاب وبدر ومنهاج وفلان وفلان.
قال: بلى يا رسول الله.
قال: سلم المال وأنا محمد بن عبد الله، فأورد المال بجملته إلى النبي (عليه السلام).
فقال أبو جهل: يا آل غالب إن لم تنصفوني وتنصروني عليه لأضعن سيفي في صدري، وهذا المال كله للكعبة، وركب فرسه وجرد سيفه ونفرت مكة أقصاها وأدناها حتى أجاب أبا جهل سبعون ألف مقاتل.
وركب أبو طالب في بني هاشم وبني عبد المطلب وأحاطوا بالنبي (عليه السلام)، ثم قال أبو طالب: ما الذي تريدون؟
قال أبو جهل: إن ابن أخيك قد جنى علينا جنايات عظيمة، ويحق للعرب أن تعصب وتسفك الدماء وتسبي النساء.
قال أبو طالب: وما ذاك؟ فذكر قصة الغلام وأن محمدا سحره ورده إلى دينه وأخذ منه المال، وهو شئ مبعوث للكعبة.
فقال له: قف حتى أمضي إليه وأسأله عن ذلك.
فلما أتى النبي (صلى الله عليه وآله) وسأله رد ذلك. قال (عليه السلام): لا أعطيه حبة واحدة. قال له:

(١) الوشي: نوع من الثياب معروف.
(٢) الملحم: نوع من الثياب.
(٣) المنطقة والنطاق: كل ما شد به الوسط (لسان العرب ١٠ / 354).
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»