الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٤٤
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نزل عليه الوحي يكاد أن يغشى عليه، فنزل عليه الوحي يوما ورأسه في حجر علي (عليه السلام) فلم ينتبه إلا غروب الشمس، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): صليت العصر يا علي؟ فقال: لا يا رسول الله.
قالت: فدعا الله جل جلاله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر.
قالت: فرأيت الشمس بعد ما غابت ردت عليه حتى صلى العصر (1).
وفيه: وقال مطر الاسكيف (2) بحذف الإسناد، عن أنس بن مالك، قال: أنه لما ردت الشمس على علي (عليه السلام) قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى شبهتك بيوشع بن نون وسليمان بن داود في رد الشمس عليهما، والذي بعثني بالحق ليردنها عليك بعدي كما ردها في حياتي، فأبشر يا علي فإنك كريم على ربك لكرامتي عليه، وأنت أخي ووصيي وخير الخلق بعدي.
حدث ثابت، عن عبد الرحمن بحذف الإسناد، عن سلمان الفارسي أنه قال:
كنت ذات يوم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل أعرابي على ناقة له حتى أناخها بالقرب منا، ثم نزل عنها وأخذ بخطامها وأقبل يقودها نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم وقف وسلم ثم قال: يا قوم أيكم محمد؟ فأومأنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأصابعنا. فعقل ناقته وجثا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: يا محمد أخبرني بما في بطن ناقتي هذه حتى أعلم أن الذي جئت به حق وأؤمن بإلهك وأقر بك واتبعك، وإن لم تخبرني علمت أن الذي جئت به باطل ولم أؤمن بإلهك ولم أقر بك ولم اتبعك.
قال سلمان: فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا حبيبي وصفيي أخبر الأعرابي بما في بطن ناقته بإذن الله تعالى.
قال سلمان: فوثب علي من بين يدي النبي فأخذ بخطام الناقة فأثارها ثم مسح يده على نحرها وعلى خواصرها ثم رفع طرفه نحو السماء وهو يقول: اللهم إني أسألك بأدنى علمك وأقصاه، وبحق أقربه وأعلاه، وبحق محمد وأهل بيت

(1) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: ص 96 ح 140.
(2) في البحار: قطرب بن عليف (عطيف خ ل).
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»