الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٢٧
فامتلأ البئر ماء (1).
وفي رواية: انه (عليه السلام) دفعها إلى البراء بن عازب، فقال: أغرز هذا السهم في بعض قلب الحديبية. فجاءت قريش ومعهم سهيل بن عمرو فأشرفوا على القليب والعيون تنبع تحت السهم، فقال: ما رأينا كاليوم قط وهذا من سحر محمد قليل.
فلما أمر الناس بالرحيل قال: خذوا حاجتكم من الماء. ثم قال للبراء:
اذهب فرد السهم. فلما فرغوا وارتحلوا أخذ البراء السهم فجف الماء كأنه لم يكن هناك ماء (2).
وشكا إليه أصحابه في غزاة تبوك من العطش، فدفع (عليه السلام) سهما إلى رجل فقال له: انزل فاغرزه (3) في الركي (4)، ففعل ففار الماء فطمى (5) إلى أعلى الركي، فارتوى منه ثلاثون ألف رجل في دوابهم (6).
ووضع (عليه السلام) يده تحت وشل (7) بوادي المشفق فجعل ينصب في يده، فانخرق الماء حتى سمع له حس كحس الصواعق، فشرب الناس واستقوا حاجتهم منه.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لئن بقيتم وبقي منكم أحد ليسمعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه. قيل: وهو اليوم كما قاله (صلى الله عليه وآله) (8).
وفي حديث أبي ليلى: شكونا إلى النبي (عليه السلام) من العطش، فأمر بحفرة فحفرت، فوضع عليها نطعا ووضع يده على النطع وقال: هل من ماء؟ فقال لصاحب الإدواة (9): صب الماء على كفي واذكر اسم الله، ففعل فلقد رأيت الماء ينبع من بين

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٠٤. والنشابة: واحد النبل.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٠٤ - ١٠٥.
(٣) أغرز - أمر من أغرز الإبرة في الشئ: أي أدخلها فيه.
(٤) الركي - بتشديد الياء جميع الركية: البئر ذات الماء.
(٥) طمى الماء: أي علا.
(٦) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٠٥.
(٧) الوشل: الماء القليل يتحلب من صخر أو جبل.
(٨) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 105.
(9) الإدواة بالكسر: المطهرة.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»