الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٢٥
فقال النبي (عليه السلام): أحيطوا بعلي، ففعلوا، فنادى (عليه السلام): يا أيها الذئبان عينا على علي. فجاءا يتخللان القوم ويتأملان الوجوه والأقدام حتى بلغا عليا، فمرغا على التراب أبدانهما، ووضعا بين يديه خدودهما، وقالا: السلام عليك يا حليف الندى، ومعدن النهى، ومحل الحجى، عالما بما في الصحف الأولى، ووصي المصطفى (1).
ويقال اسم الراعي: عمير الطائي، ويقال: عقبة. فبقي له شرف يفتخرون به على العرب، ويقول مفتخرهم: أنا ابن مكلم الذئب.
خطيب منيح:
وخبرنا بأن الذئب أمسى * بمبعثه من المتكلمينا (2).
محمد بن إسحاق: مرت امرأة من المشركين شديدة القول في النبي (عليه السلام) ومعها صبي لها ابن شهرين فقال: السلام عليك يا رسول الله محمد بن عبد الله.
فأنكرت الأم ذلك من ابنها.
فقال له النبي (عليه السلام): من أين تعلم أني رسول الله وأني محمد بن عبد الله؟
قال: أعلمني ربي رب العالمين والروح الأمين.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ما اسمك يا غلام؟
فقال: عبد العزى وأنا كافر به، فسمني ما شئت يا رسول الله.
قال: أنت عبد الله.
فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني من خدمك في الجنة. فدعا له (عليه السلام).
فقال الصبي: سعد من آمن بك وشقي من كفر بك. ثم شهق شهقة فمات (3).
البخاري، عن جابر الأنصاري في حديث حفر الخندق: فلما رأيت ضعف النبي (عليه السلام) طبخت جديا وخبزت صاعا شعيرا وقلت: يا رسول الله تكرمني بكذا وكذا.

(١) التفسير المنسوب للإمام العسكري (عليه السلام): ص ١٨١، المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٩٩ - ١٠٠.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٠٠.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 101.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»