الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٢٢
حتى وقف بين يديه. فقالوا: هذا رجل منحوت (1).
وفيه: إن قريشا رمت الأحجار على محمد وعلي (عليهما السلام) فرأوا كل حجر منها يسلم عليهما فوجموا، فقال عشرة من مردتهم: ما هذه الأحجار تكلمهما ولكنهم رجال في حفرة يحضره الأحجار قد خبأهم محمد تحت الأرض، فتحلق (2) عشرة أحجار ورضت رؤوس المتكلمين بهذا الكلام. فجاء عشائرهم يبكون ويضجون ويقولون: قتل أصحابنا محمد بسحره، فأنطق الله جنائزهم: صدق محمد وكذبتم، واضطربت الجنائز وأسقطت من عليها، ونادت: ما كنا لنحمل أعداء الله. فقال أبو جهل: إن ذلك سحر عظيم. ثم دعا الله تعالى فنشروا ثم نادى المحيون: إن لمحمد ولعلي لشأنا عظيما في الممالك التي كنا فيها (3).
وفيه: في تفسير قوله تعالى: * (إن الذين كفروا سواء عليهم... الآية) * (4) أنه قال مالك بن الصيف: أريد أن يشهد بساطي بنبوتك، وقال أبو لبابة بن عبد المنذر: أريد أن يشهد سوطي بها، وقال كعب بن الأشرف: أريد أن يؤمن بك هذا الحمار.
فأنطق الله البساط فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله، وأشهد أن علي بن أبي طالب وصيك. فقالوا: ما هذا إلا سحر مبين.
فارتفع البساط ونكس مالكا وأصحابه.
ثم نطق سوط أبي لبابة بالنبوة والإمامة، ثم انجذب من يده وجذب أبا لبابة فخر لوجهه، ثم قال له: لا أزال كذلك حتى أثخنك ثم أقتلك أو تسلم، فأسلم أبو لبابة.
وجاء كعب يركب حماره فشب به وصرعه على رأسه، ثم قال: بئس العبد أنت شاهدت آيات الله وكفرت بها. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): حمارك خير منك قد أبى

(١) التفسير المنسوب للإمام العسكري (عليه السلام): ص ٢٨٩، المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٩٢.
وفيهما بدل " منحوت " مبخوت.
(٢) تحلق: أي تجمع.
(٣) التفسير المنسوب للعسكري (ع): ص ٣٧٤، المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٩٣.
(٤) البقرة: ٥.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»