الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٢٦
فقال: لا ترفع القدر من النار ولا الخبز من التنور، ثم قال: يا قوم قوموا بنا إلى بيت جابر، فأتوا وهم سبعمائة رجل، وفي رواية ثمانمائة رجل، وفي رواية: ألف رجل، فلم يكن موضع الجلوس يسعهم، فكان (عليه السلام) يشير إلى الحائط والحائط يبعد حتى تمكنوا فجعل يطعمهم بنفسه حتى شبعوا، ولم نزل نأكل ونهدي لقومنا أجمع، فلما خرجوا أتيت القدر فإذا هو مملوء والتنور محشو (1).
وروى أنس قال: أرسلني أبو طلحة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) لما رأى فيه أثر الجوع، فلما رآني (عليه السلام) قال: أرسلك أبو طلحة؟ قلت: نعم. فقال لمن معه: قوموا.
فقال أبو طلحة: يا أم سليم هلمي بما عندك، فجاءت بأقراص من شعير، فأمر به ففت، وعصرت أم سليم عكة سمن فأخذها النبي (عليه السلام)، ثم وضع يده على رأس الثريد، وكان (عليه السلام) يدعو عشرة عشرة فأكلوا حتى شبعوا، فكانوا سبعين رجلا أو ثمانين (2).
جابر بن عبد الله والبراء بن عازب وسلمة بن الأكوع والمسور ابن محرمة: لما نزل النبي (صلى الله عليه وآله) بالحديبية في ألف وخمسمائة وذلك في حر شديد قالوا: يا رسول الله ما بها من ماء والوادي يابس وقريش في بلدح (3) في ماء كثير.
فدعا (عليه السلام) بدلو من ماء فتوضأ من الدلو ومضمض فاه ثم مج فيه وأمر أن يصب في البئر، فجاشت فسقينا وأسقينا (4).
وفي رواية: إنه نزع سهما من كنانته فألقاه في البئر ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون منها بأيديهم وهم جلوس على شفتها (5).
أبو عوانه: إنه (صلى الله عليه وآله) أعطى ناجية بن عمرو نشابة وأمره أن يقعرها في البئر

(١) صحيح البخاري: ج ٥ ص ١٣٨، المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٠٣.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٠٣.
(٣) بلدح بفتح الباء والدال: اسم موضع بالحجاز قرب مكة. النهاية لابن الأثير: ج ١ ص ١٥١.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٠٤.
(٥) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 104.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»