الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٢٤
أتيت ببرهان من الله واضح * فأصبحت فينا صادق القول راضيا فبوركت في الأقوام حيا وميتا * وبوركت مولودا وبوركت ناشيا فسر النبي (عليه السلام) وأمر الأعرابي عليهم. وروي: أن اسم الأعرابي سعد بن معاد السلمي (1).
عروة بن الزبير: لما فتح خيبر كان في سهم النبي (عليه السلام) أربعة أزواج نعالا وأربعة أزواج خفافا وعشرة أواقي ذهبا وفضة وحمار أقمر (2). فلما ركبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) نطق وقال: يا رسول الله أنا غفير ملكني ملك اليهود، وكنت جموحا غير طائع.
فقال له: هل لك من إرب؟
قال: لا لأنه كان منا سبعون مركبا للأنبياء والآن نسلها منقطع لم يبق منها غيري، ولم يبق من الأنبياء غيرك، وبشرنا بذلك زكريا (عليه السلام).
فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبعثه إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه، فإذا خرج اليه صاحب الدار أومى اليه أن أجب رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فلما قبض النبي (عليه السلام) أتلف نفسه في بئر لأبي الهيثم بن التيهان، فصار البئر قبره (3).
وفي تفسير الإمام (عليه السلام): إن ذئبين كلما راعيا وحثاه على الاسلام، فأتى الراعي إلى النبي (عليه السلام) وحكى له كلامهما، فأتى النبي (عليه السلام) إلى القطيع وقال: أحيطوا بي حتى لا يراني الذئبان. فأحاطوا به (عليه السلام).
فقال (صلى الله عليه وآله) للراعي: قل للذئب من محمد؟ فجاءا يتفحصان عنه حتى دخلا وسط القوم فرأيا النبي (عليه السلام) فقالا: السلام عليك يا رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين. ووضعا خدودهما على التراب وتمرغا بين يديه.

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٩٤ - ٩٥.
(٢) الأقمر: ما لونه القمرة بالضم وهو ما يميل إلى الخضرة أو بياض فيه كدرة.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 97.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»