الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١٢٣
أن تركبه أبدا. فاشتراه منه ثابت بن قيس (1).
وفيه: أنه أتاه الحارث بن كلدة الثقفي وسأل معجزة وقال: ادع لي تلك الشجرة، فدعاها النبي (عليه السلام) فجعلت تخد في الأرض أخدودا عظيما كالنهر حتى وقفت بين يديه ونادت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله، وأن عليا ابن عمك هو أخوك في دينك. فأسلم الحارث (2).
أبو هريرة وعائشة: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وفي يده ضب فقال: يا محمد لا أسلم بك حتى تسلم هذه الحية.
فقال لها النبي (عليه السلام): من ربك؟
فقالت: الذي في السماء ملكه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر عجائبه، وفي البر بدائعه، وفي الأرحام علمه.
ثم قال: يا ضب من أنا؟
قال: أنت رسول رب العالمين، وزين الخلق يوم القيامة أجمعين، وقائد الغر المحجلين، قد أفلح من آمن بك وسعد.
فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. ثم ضحك وقال: دخلت عليك وكنت أبغض الخلق إلي، وأخرج وأنت أحبهم إلي وانصرف الأعرابي.
فلما وصل منزله واجتمع بأصحابه وأخبرهم بما رأى، فقصدوا نحو النبي (عليه السلام) بأجمعهم، فاستقبلهم (عليه السلام) فأنشأ الأعرابي يقول:
ألا يا رسول الله إنك صادق * فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا الدين الحنيفي بعدما * عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا فيا خير مدعو ويا خير مرسل * إلى الجن ثم الإنس لبيك داعيا

(١) التفسير المنسوب للعسكري (عليه السلام): ص ٩٢ - ٩٣، المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ٩٣.
(٢) التفسير المنسوب للعسكري (عليه السلام): ص ١٦٨، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 93.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»