الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ١١٨
فكان أول معجزة النبي 6 في المدينة أنه وضع كفه على وجه أم أبو أيوب فانفتحت عيناها (1).
وروى سلمان (رضي الله عنه) أنه لما نزل النبي (صلى الله عليه وآله) دار أبي أيوب لم يكن له سوى جدي وصاع من شعير، فذبح الجدي وشواه وطحن الشعير وعجنه وخبزه وقدم بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله)، فأمر أن ينادي: ألا من أراد الزاد فليأت إلى دار أبي أيوب، فجعل أبو أيوب ينادي والناس يهرعون كالسيل حتى امتلأت الدار، فأكل الناس بأجمعهم والطعام لم يتغير. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اجمعوا العظام، فجمعوها فوضعها في إهابها ثم قال: قومي بإذن الله تعالى. فقام الجدي، فضج الناس بالشهادتين، وصلى النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد الذي ببطن الوادي (2).
قال النسوي في تأريخه: إن أول صلاة صلى في المدينة صلاة العصر، ثم نزل على أبي أيوب، فلما أتى لهجرته شهر وأيام تمت صلاة المقيم، وبعد ثمانية أشهر آخى بين المؤمنين، وفيها شرع الأذان، فلما أتى لهجرته سنة وشهران واثنان وعشرون يوما زوج عليا من فاطمة (عليهما السلام)، وروي أنها كانت بعد سنة من مقدمه إليها، وفرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة في شعبان، وحولت القبلة وفرضت زكاة الفطر وفرض فيها صلاة العيد، وكان فرض الجمعة في أول الهجرة بدلا من صلاة الظهر، ثم فرضت زكاة الأموال، ثم الحج والعمرة والتحليل والتحريم والحظر والإباحة والاستحباب والكراهة، ثم فرض الجهاد (3).
وسئل الصادق (عليه السلام) متى حولت القبلة؟ قال (عليه السلام): بعد رجوعه من بدر (4).
قال أنس: وهم ركوع في الصلاة فاستدار (5).

(١) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٣٣.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٣١.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٧٥.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج ١ ص ١٧٥ - ١٧٦.
(٥) المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 175 - 176.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»