مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٤٢
الفصل العاشر في فصاحته وجمل من كلامه (عليه السلام) هذا فصل جمع القلم لاجتناء جنى فنونه سبحه واطلع لاستجلاء غرر عيونه صبحه وقرع إلي باب الهداية إلى نيل شجونه فمنح فتحه واشرح إلى ذي سلمه فنصر شرحه ونضد طلحه، فإنه فصل عظيم يشهد لعلي (عليه السلام) بفضل سابغ الأطراف والأهداب بالغ إلى الغاية في أصناف الآداب، قد احتوى على فصاحة ألفاظه وألفاظ فصاحته، وارتوى من بلاغة معانيه ومعاني بلاغته، وتضلع من براعة حكمه وحكم براعته، وتدرع بجزالة بيانه وبيان جزالته، وصدع بعظة زواجره وزواجر عظته، فالفصاحة تنسب إليه والبلاغة تنقل عنه والبراعة تستفاد منه، وعلم المعاني والبيان غريزة فيه ونحيزة له فعصابة الفصحاء على تفاوت طبقاتها دونه وزمرة البلغاء على تباين حالاتها عيال عليه، فعيونها من بدائعه منجبسة وأنوارها من براعته مقتبسة، وها أنا الآن أورد ما روى عنه (عليه السلام) من درر بحره ولئالئ تياره وجواهر معدنه وفرائد قلائده نبذة اقتصر عليها نثرا أو نظما فإن شعب كلامه كثيرة ومناهج قوله متعددة وله من الكلمات المستعذبة والألفاظ الراقية والمعاني البديعة والحكم البليغة والنكت اللطيفة والمطالع المستنيرة والمقاصد المتينة والمواعظ النافعة والزواجر الصادعة والحجج القاطعة والخطب الجامعة والأبيات الرائعة ما يعلو رتبة عن أن يشهد له فاضل أو يصفه بل هو على الحقيقة شاهد بكمال فضل من عرفه فعرفه، وقد جعلت المقصد المطلوب منه منحصرا في قسمين:
الأول: من كلامه المنثور.
الثاني: من كلامه المنظوم.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»