يعبروا النهر ولا بلغوا قصر بوران بنت كسرى، فوقع الأمر على ما أخبر به (عليه السلام)) (1) فكانت تلك معدودة من كراماته وهذه الوقائع (على هذا الشرح فيما أخبر به عنهم (عليه السلام) نقلها صاحب تاريخ فتوح الشام (رحمه الله)) (2) (3).
ومنها: ما رواه ابن شهرآشوب في كتابه، أن عليا (عليه السلام) لما قدم الكوفة وفد عليه طوائف من الناس وكان فيهم فتى فصار من شيعته يقاتل بين يديه في مواقفه فخطب امرأة من قوم عرب استوطنوا الكوفة فأجابوه فتزوجها، فلما صلى علي (عليه السلام) يوما صلاة الصبح قال لبعض من عنده: (إذهب إلى محلة بني فلان تجد فيها مسجدا إلى جانبه بيتا تسمع فيه صوت رجل وامرأة يتشاجران بأصوات مرتفعة فأحضرهما الساعة، وقل لهما أمير المؤمنين يطلبكما).
فمضى ذلك الانسان فما كان إلا هنيئة حتى عاد ومعه ذلك الفتى وامرأته فقال لهما علي (عليه السلام): (فيم طال تشجاركما الليلة؟) فقال الفتى: يا أمير المؤمنين إن هذه المرأة خطبتها وتزوجتها، فلما خلوت بها هذه الليلة وجدت في نفسي منها نفرة منعتي أن ألم بها، ولو استطعت إخراجها ليلا لأخرجتها عني قبل ظهور النهار فنقمت على ذلك ونحن في التشاجر إلى أن جاء أمرك فحضرنا بين يديك.
فقال علي (عليه السلام): لمن حضره: (رب حديث لا يؤثر من يخاطب به أن يسمعه غيره) فقام من كان حاضرا ولم يبق عند علي (عليه السلام) غير الفتى والمرأة.
فقال لها علي (عليه السلام): (أتعرفين هذا الفتى؟)