فقالت: لا.
فقال: (إذا أنا أخبرتك بحالة تعرفينها فلا تنكريها).
قالت: بلى يا أمير المؤمنين.
قال (عليه السلام): (ألست فلانة بنت فلان؟).
قالت: بلى.
قال (عليه السلام): (أليس كان لك ابن عم وكل واحد منكما راغب في صاحبه؟).
قالت: بلى.
قال (عليه السلام): (أليس إن أباك منعك منه ومنعه عنك ولم يزوجه بك وأخرجه من جواره لذلك؟).
قالت: بلى.
قال (عليه السلام): (أليس خرجت ليلة لقضاء الحاجة فاغتالك وأكرهك ووطئك فحملت فكتمت أمرك عن أبيك وأعلمت أمك فلما آن الوضع أخرجتك ليلا فوضعت ولدا فلفته في خرقة وألقته من خارج الجدران حيث قضاء الحوائج فجاء كلب فشمه فخشيت أن يأكله فرمته بحجر فوقعت في رأسه فشجته فعدت إليه أنت وأمك فشدت أمك رأسه بخرقة من جانب مرطها ثم تركتماه ومضيتما ولم تعلما حاله؟).
فسكتت.
فقال لها (عليه السلام) (تكلمي بحق).
فقالت: بلى والله يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر ما علمه مني غير أمي.
فقال (عليه السلام): (فقد أطلعني الله عليه، فأصبح وأخذه بنو فلان فربى فيهم إلى أن كبر، وقدم معهم الكوفة وخطبك وهو ابنك).
ثم قال للفتى: (إكشف عن رأسك) فكشف رأسه فوجدت أثر الشجة فيه.
فقال (عليه السلام): (هذا ابنك قد عصمه الله مما حرمه عليه فخذي ولدك وانصرفي فلا نكاح بينكما) (1).