مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٢١
ومنها: في بعض أيامها وقد تقاتل (1) الجيشان وعمرو بن العاص في جيش أهل الشام (فخرج (عليه السلام) متنكرا وطلب البراز فخرج إليه عمرو بن العاص وهو لا يعرف أنه علي (عليه السلام) فاطرد بين يديه ليبعده عن عسكره) (2) فتبعه عمرو مرتجزا:
يا قادة الكوفة من أهل الفتن * أضربكم ولا أرى أبو الحسن فرجع علي (عليه السلام) وهو يقول:
أبو حسين فاعلمن والحسن * جاءك يقتاد العنان والرسن فعرفه عمرو فولى راكضا فلحقه علي فطعنه طعنة وقع الرمح في فضول درعه فسقط إلى الأرض وخشي أن يقتله علي فرفع رجليه فبدت سوءته فصرف علي (عليه السلام) وجهه وانصرف إلى عسكره، وانصرف عمرو إلى معاوية فجعل معاوية يضحك على عمرو.
فقال له عمرو: مم تضحك والله لو بدا لعلي من صفحتك ما بدا له من صفحتي إذا لأوجع قذالك وأيتم عيالك وانهب مالك.
فقال له معاوية: لو كنت تحتمل مزاحا مازحتك.
فقال عمرو: ما أحملني للمزاح ولكن إن كان رجل لقي رجلا فصد عنه ولم يقتله قطرت السماء دما!
فقال معاوية: لا، ولكنها تعقب فضيحة الأبد وجبنا، أما والله لو عرفته ما أقدمت عليه (3).
وكان من فرسان معاوية فارس مشهور ومشهود له بالشجاعة يقال له بسر بن

١ - في المصادر: تقابل.
٢ - أثبتناه من كشف الغمة ١: ٢٤٧ ومثله في المصادر.
٣ - انظر: وقعة صفين للمنقري: 424، الاخبار الطوال: 177.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»