مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٣٣
تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء.
قال (عليه السلام): فمازلت قاضيا وما شككت في قضاء بعد). (1) فهبت عليه النسمات الإلهية من العناية النبوية بألطاف التأييد، ونزل عليه الملكان الموكلان بالمحقين فألبساه رداء التوفيق والتسديد، فوقرت حقائق علم القضاء في صدره حتى ما على إحاطته بها من مزيد، وأثمرت حدائق فضائله فتحلها بالمعرفة باسقات ذات طلع نضيد، فلما رسخ علمه (عليه السلام) بمواد القضاء رسوخا لا تحركه الهواب، ورسا قدم فهمه في قواعد معرفته بحيث لا يعترضه الاضطراب، فاقتفى رشدا وقضى سددا فوارده التأييد ورافقه التوفيق وصاحبه الصواب، فعند ذلك وصفه رسول الله (ص) بقوله: (أقضاهم علي) إذ وضحت لديه الأسباب، وتفتحت بين يديه الأبواب، وشرحت له الألسن والسنن والآداب، حتى قال له رسول الله (ص): (ليهنئك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا) (2).

١ - مسند أبي داود ٣: ٣٠١ / ٣٥٨٢، وكذا صحيح البخاري ٤: ٢٤٣ باب علامات النبوة، مسند أحمد ١: ٨٣، ٨٨، ١١١، ابن ماجة ٢: ٧٧٤ / ٢٣١٠، المستدرك ٣: ١٣٥، أخبار القضاة لوكيع 1: 84.
2 - حلية الأولياء 1: 65، كفاية الطالب: 209، مناقب الخوارزمي 84: 72، وهو جزء من حديث عن علي (عليه السلام) قال: قلت يا رسول الله أوصني قال: قل الله ربي ثم استقم. قال: قلت: ربي الله، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، قال: ليهنئك العلم.... انظر: ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 2: 498 / 1019.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»