ونقل الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود القاضي البغوي في كتابه الموسوم بالمصابيح أن رسول الله (ص) قال: (أنا دار الحكمة وعلي بابها) (1) لكنه (ص) خص العلم بالمدينة والدار بالحكمة لما كان العلم أوسع أنواعا وأبسط فنونا وأكثر شعبا وأغزر فائدة وأعم نفعا من الحكمة، خصص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر وفي قول النبي (ص) ذلك إشارة إلى كون علي (عليه السلام) نازلا من العلم والحكمة منزلة الباب من المدينة والباب من الدار لكون الباب حافظا لما هو داخل المدينة وداخل الدار من تطرق الضياع إليه واعتداد الذهاب عليه وكان معنى الحديث أن عليا (عليه السلام) حافظ العلم والحكمة فلا يتطرق اليهما ضياع ولا يخشى عليهما ذهاب فوصف عليا بأنه حافظ العلم والحكمة، ويكفي عليا (عليه السلام) علوا في مقام العلم والفضيلة أن جعله رسول الله حافظا للعلم والحكمة.
ومن ذلك ما نقله القاضي الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (في تصنيفه المسمى بالمصابيح عن أنس) (2) أن رسول الله (ص) لما خصص جماعة من الصحابة كل واحد بفضيلة خصص عليا بعلم القضاء فقال: (وأقضاهم علي) (3) وقد صدع هذا الحديث بمنطوقه وصرح بمفهومه أن أنواع العلم وأقسامه قد جمعها رسول الله (ص) لعلي (عليه السلام) دون غيره فإن كل واحد ممن