تنبيه وإيقاظ:
انظر أيدك الله بنور منه إلى التناسب في الميراث والتقارب في التصاحب بين كل اثنين من المتآخين المذكورين، فإنه لو لم يكن تقارب التعادل في مراتب المنازل حاصلا لمن تآخيا لما انتظم المقصد المطلوب من المؤاخاة في سلك الكمال، ولأحجم بعض النفوس البشرية عن إيفاء ثمرة الإخاء عن التباعد في درجة الاعتدال، ثم أمعن نظرك الصائب وفكرك الثاقب يرشدك إلى سنن الاهتداء لهذه الحال، ويرفدك بحكم اختصاص النبي (ص) عليا بإخوته مع كونه من الآل، وفي ذلك يؤذن بعظيم (1) قدر علي وشرف محله في الحال والمال، ولهذا كان يفتخر بها ويقول في كثير من الأوقات: (أنا عبد الله وأخو رسول الله (ص) لا يقولها أحد بعدي إلا كذاب) (2). وثاني ذلك قوله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى).
إعلم بصرك الله تعالى بخفايا الأسرار وغوامض الحكم أن رسول الله (ص)