نادى وقد تمت صلاتهم * أأزيدكم ثملا ولا يدري قالوا أبا وهب وقد علموا * أقرنت بين الشفع والوتر حبسوا عنانك إذ جريت لو أنهم * تركوا عنانك لم تزل تجري (1) فاشتهرت قصته وظهر فسقه وشاع بين الناس أمره وافتضح سوء فعله وانكر ذلك عليه، فحده عثمان وعزله عن الكوفة لذلك ثم مات بالرقة (2)، فانظر إلى الحكمة الإلهية التي هي سر هذه القضية فإن عليا (عليه السلام) لما سمى الوليد فاسقا وأنزل الله عز وجل هذه الآية واخبر أن عليا (عليه السلام) مؤمن وأن الوليد فاسق اجرى قدره وقضاه بما ظهر به في عالم الشهادة والحسن الجمع لعلي (عليه السلام) في تصديقه في قوله للوليد بين الخبر والعيان، فاظهر شرب الوليد الخمر الذي هو أجمع أسباب الفسوق وسوء سمعته بين الناس ثم إقامة الحد عليه على رؤوس الأشهاد ليتيقن ذوو الأبصار من المؤمنين والمنافقين وجود صفة الفسق في الوليد كما سماه علي (عليه السلام) ثم إذا كانت احدى الصفتين المتقابلتين وهي الفسق موجودة في الوليد جزما كانت الصفة المقابلة لها وهي الإيمان موجود لعلي جزما، هذه لطيفة مشيرة برمزها إلى العناية الربانية لعلي (عليه السلام) فتنبه لها.
وفي ذلك آية المباهلة وهي قوله تعالى: * (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * (3) هذه الآية قد تقدم بسط القول فيها