مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٠٩
علي) (1).
فهذه الأحاديث النبوية مع إختلاف ألفاظها وتعدد رواتها وحفاظها وإن كان كل حديث منها عند تجريد النظر إليه وحده خبرا واحدا يفيد ظنا بمدلوله الخاص به، لكنها جميعها قد اشتركت دلالتها الخاصة في مدلول عام اشتركت كلها فيه ودلت عليه (2) عناية رسول الله (ص) (3) وميله إليه وإشفاقه عليه واستعانته به وتخصيصه بعلو المكانة عنده والمنزلة منه، فصارت جميعها دالة على هذا المعنى المشترك دلالة تكاد تلحق بالتواتر المفيد للعلم، فصارت هذه الأخبار في دلالتها على ذلك نازلة في ضرب المثال، كجماعة من الناس سألوا عن شخص من الأكابر فذكر واحد منهم أن ذلك الشخص كساه الملك خلعة، وذكر آخر أن الملك وهبه جارية، وذكر بعضهم أن الملك أعطاه قربة، وذكر بعضهم أن الملك أسكنه دار، وذكر بعضهم أن الملك أطلق له نفقة، فأخبر كل واحد منهم عن شي غير ما أخبر

١ - صحيح الترمذي ٥: ٦٣٦ / ٣٧١٩، ومسند أحمد ٤: ١٦٥، وسنن ابن ماجة ١: ٤٤ / ١١٩، المعجم الكبير للطبراني ٤: ٣٥١١، ٣٥١٣، مصابيح السنة ٤: ١٧٢ / ٤٧٦٨، كتاب السنة ٢: ٥٨٤ / ١٣٢٠، فضائل الصحابة لابن حنبل ٢: ٥٩٤ / ١٠١٠، مناقب الخوارزمي ١٣٤: ١٤٩، ومناقب ابن المغازلي: ٢٢١، عارضة الأحوذي ١٣: ١٦٩، جامع الأصول ٨: ٦٥٢ / ٦٤٩٣، وتاريخ الإسلام ٢: ٦٣٠.
2 - في نسخة (م) زيادة: (وهو غاية).
3 - في نسخة (م) و (ع) زيادة: (بعلي (عليه السلام)).
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»