علي) (1).
فهذه الأحاديث النبوية مع إختلاف ألفاظها وتعدد رواتها وحفاظها وإن كان كل حديث منها عند تجريد النظر إليه وحده خبرا واحدا يفيد ظنا بمدلوله الخاص به، لكنها جميعها قد اشتركت دلالتها الخاصة في مدلول عام اشتركت كلها فيه ودلت عليه (2) عناية رسول الله (ص) (3) وميله إليه وإشفاقه عليه واستعانته به وتخصيصه بعلو المكانة عنده والمنزلة منه، فصارت جميعها دالة على هذا المعنى المشترك دلالة تكاد تلحق بالتواتر المفيد للعلم، فصارت هذه الأخبار في دلالتها على ذلك نازلة في ضرب المثال، كجماعة من الناس سألوا عن شخص من الأكابر فذكر واحد منهم أن ذلك الشخص كساه الملك خلعة، وذكر آخر أن الملك وهبه جارية، وذكر بعضهم أن الملك أعطاه قربة، وذكر بعضهم أن الملك أسكنه دار، وذكر بعضهم أن الملك أطلق له نفقة، فأخبر كل واحد منهم عن شي غير ما أخبر