مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١١٦
وعضده وخليفته على أهله عند سفره إلى تبوك، وهذه من المعارج الشراف ومدارج الأزلاف، فقد دل الحديث بمنطوقه ومفهومه على ثبوت هذه المزية العلية لعلي (عليه السلام) وهو حديث متفق على صحته.
وثالث ذلك ورابعه قوله (ص) لعلي: (أنت مني وأنا منك) (1) و (وعلي مني وأنا من علي) (2) والكلام فيهما واحد وإيضاح معناهما وتبيين مقتضاهما أن لفظة (من) موضوعة لمعان كثيرة، لكنها في مثل هذا النمط من الكلام حقيقتها الجزئية كقوله تعالى: * (خلق لكم من أنفسكم أزواجا) * (3) وقوله: * (خلق الإنسان من صلصال كالفخار * وخلق الجان من مارج من نار) * (4) وكقوله (ص): (فاطمة بضعة مني) فحقيقتها في مثل هذا التركيب من القول الجزئية، ولهذه الجزئية لوازم فإن كون الشئ جزءا من الإنسان كالولد والرأس والعين وسائر الأعضاء والأجزاء يلازمه أن ذلك الإنسان بجهده يدفع عن جزئه الأذى، ويحميه من تطرق المكاره إليه، ويجتهد في حراسته، وفي إيصال كل ما فيه نفعه إليه، وفي حفظ صحته، هذا من لوازم حقيقة الجزئية، وقد صرح النبي (ص) بهذه اللوازم لما قال: (فاطمة بضعة مني يربيني ما يربيها ويؤذيني ما

١ - راجع ص ٩٠.
٢ - راجع ص ٨٦.
٣ - الروم ٣٠: ٢١.
٤ - الرحمن ٥٥: 14 و 15.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»