مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١١٧
يؤذيها) (1) وتقدم ذكر ذلك فلما لم يكن إثبات الحقيقة تعين (حمل اللفظ على لوازمها على ما علم من استعمال اللفظ في لوازم الحقيقة) (2) وهاهنا الحقيقة غير مرادة لانتفائها لأن عليا (عليه السلام) ليس جزءا من ذات النبي (ص) ولا النبي (ص) جزءا من ذات علي (عليه السلام) فيكون المراد بهذا القول إثبات لوازم الحقيقة من إرادة حراسته عن المكاره، ومدافعة الأذى عنه، والسعي في إيصال المنافع إليه، والإشفاق التام عليه، وقد تقدم تقرير ذلك في لوازم الاخوة في هذا الأمر ما يحكم لعلي (عليه السلام) بعلو الرتبة (ويسجل له بسمو) (3) المكانة والمنزلة، فقد تضمن هذا الفصل وما قبله من حميد مزاياه، وجميل سجاياه، ومحبة الله ورسوله إياه، ورعايته في منقلبه ومثواه من حين كفله ورباه، وعنايته بأمره حتى هداه منهج هداه، وزوجه ابنته البتول فرفع قدره وأعلاه، وأزلفه من نفسه فاختص بها وآخاه، وخصه بما عمه من المحاب والمنح فحباه ما تطرب تلاوة سورته فؤاد ذي الأحزان، وتسلب حلاوة صورته رقاد النوم الوسنان، ويقطع آثار معرفته إسراع نجح حاجة العجلان، وتطبع أنوار صفته غررا في وجوه الأيام وتحجيلا وحجولا في أطراف

١ - مر في ص ٣١ وانظر: صحيح البخاري ٧: ٤٧، صحيح مسلم ٤: ١٩٠٢، مسند أحمد ٤: ٣٢٨، خصائص النسائي: ١٤٦: ١٣٣، سنن البيهقي ٧: ٣٠٧، سنن ابن ماجة ١: ١٤٣، سنن أبي داود ٢: ٥٥٨، حلية الأولياء 2: 40، شرح السنة 4: 159، المعجم الكبير 22: 1110، 1011، صفة الصفوة 1: 13، الصواعق المحرقة: 289.
2 - ليس في (م).
3 - في نسخة (م): واستحل له بعلو.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»