يحمل عنه أثقاله ويخففها عنه.
والمعنى الثاني: من الوزر بفتح الواو والزاء وهو المرجع والملجأ (1) ومنه قوله تعالى: * (كلا لا وزر) * (2) فكأن الوزير مرجوع إلى رأيه ومعرفته وإسعاده ويلجأ إليه في الاستعانة به. والمعنى الثالث: من الأزر وهو الظهر (3) ومنه قوله تعالى عن موسى: * (أشدد به أزري) * فيحصل بالوزير قوة الأمر واشتداد الظهر كما يقوى البدن ويشتد به، فكان من منزلة هارون من موسى أنه يشد أزره ويعاضده ويحمل عنه من أثقال بني إسرائيل بقدر ما تصل إليه يد مكنته واستطاعته، هذا من كونه وزيره.
وأما من كونه شريكه في أمره فكان شريكه في النبوة على ما نطق به القرآن الكريم وكان قد استخلفه على بني إسرائيل عند توجهه وسفره إلى المناجاة على ما نطق به القرآن الكريم.
فتلخيص منزلة هارون من موسى: انه كان أخاه ووزيره وعضده وشريكه في النبوة وخليفته على قومه عند سفره، وقد جعل رسول الله (ص) عليا (عليه السلام) منه بهذه المنزلة وأثبتها له إلا النبوة فإنه (ص) استثناها في آخر الحديث بقوله: (أنه لا نبي بعدي) فبقي ما عدا النبوة المستثناة ثابتا لعلي (عليه السلام) من كونه أخاه ووزيره