مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١١١
وحمله على تلك اللوازم، ولوازم حقيقة الاخوة المناصرة والمعاضدة والإشفاق وتحمل المشاق، فيصير معنى قوله: (أنت أخي في الدنيا والآخرة) إنني ناصرك وعضدك ومشفق عليك ومعتن بك، وقد أشار النبي (ص) (إلى كون المناصرة من لوازم الاخوة بقوله (ص)) (1) في الحديث الصحيح: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما).
فقال السامع: أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟
قال: (تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه) (2) فجعل النبي (ص) النصرة من لوازم الاخوة ثم أنه (ص) لما آخى بين أصحابه كان ذلك مطلوبه ومقصوده فعقد الاخوة بين اثنين اثنين منهم حثا على التناصر والتعاضد، وجعل كل واحد مؤاخيا لمن تقرب منه درجة في المماثلة والمساواة، فآخى بين أبا بكر وعمر، وآخى بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وآخى بين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وآخى بين أبي ذر الغفاري والمقداد بن عمرو، وآخى بين معاوية بن أبي سفيان والحتات (3) بن يزيد المجاشعي، فصارت المواخاة المذكورة سببا لاشتمال كل واحد على مناصرة صاحبه ومعاضدته منزلا لها منزلة اخوة النسب، حتى أن

١ - أثبتناه من نسخة (م).
٢ - صحيح البخاري ٣: ١٦٨ باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما، مسند أحمد ٣: ٢٠١ و ٩٩، صحيح الترمذي ٤: ٥٢٣ / ٢٢٥٥، مسند أبي يعلى ٦: ٤٤٩ / ٣٨٣٨، شرح السنة ٧: ٣٣٩ / ٣٥١٦، ٣٥١٧، باب نصرة الإخوان، المعجم الصغير ١: ٢٠٨.
3 - ورد مرة باسم الحباب وأخرى باسم الخنات، والصحيح ما أثبتناه من المصادر.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»