ارجع إلى أبيك فقد قبض وأمرنا باجهازه والصلاة عليه.
قال: فلما جهزوه (1) قال جبرئيل عليه السلام: تقدم يا هبة الله فصل على أبيك، فتقدم وكبر عليه خمسا وسبعين تكبيره سبعين تفضيلا (2) لآدم عليه السلام وخمسا للسنة.
قال: وآدم عليه السلام لم يزل يعبد الله بمكة حتى إذا أراد ان يقبضه بعث (3) إليه الملائكة معهم سرير وحنوط وكفن من الجنة فلما رأت حوا عليه السلام الملائكة ذهبت لتدخل بينه وبينهم، فقال لها آدم: خلى بيني وبين رسل ربي، فقبض، فغسلوه بالسدر والماء، ثم لحدوا قبره و قال: هذا سنه ولده من بعده فكان عمره منذ خلقه الله تعالى إلى أن قبضه سبعمائة وستا و ثلاثين سنه ودفن بمكة، وكان بين آدم ونوح صلوات الله عليهما الف وخمسمائة سنه (4).
45 - وبهذا الاسناد عن محمد بن الحسن، حدثنا محمد بن الحسن الصفار، حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، حدثنا محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قبض (5) عليه ثلاثين (6) تكبيره، فرفع خمس وعشرون، بقى السنة علينا خمسا، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكبر على أهل بدر سبعا وتسعا (7).
46 - وبهذا الاسناد عن ابن أبي الديلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان قابيل اتى هبة الله عليه السلام، فقال: ان أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده، وانا كنت أكبر منك وأحق به منك، ولكن قتلت ابنه فغضب علي فآثرك بذلك العلم علي وانك والله ان ذكرت شيئا مما عندك من العلم الذي ورثك أبوك لتتكبر به علي ولتفتخر علي لأقتلنك كما قتلت أخاك.
فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل ولذلك يسعنا في قومنا التقية،