تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - الصفحة ١٢٨
المعهود. وقولهما خصمان بغى بعضنا على بعض جرى على التقدير والتمثيل. وهذا كلام مقطوع عن أو له، وتقديره: أرأيت لو كنا كذلك واحتكمنا إليك؟ ولا بد لكل واحد من الاضمار في هذه الآية. وإلا لم يصح الكلام لأن خصمان لا يجوز أن يبتدؤا به.
وقال المفسرون تقدير الكلام: نحن خصمان. قالوا وهذا مما يضمره المتكلم ويضمره المتكلم له أيضا. فيقول المتكلم سامع مطيع، أي أنا كذلك. ويقول القافلون من الحج آئبون تائبون لربنا حامدون. أي نحن كذلك. وقال الشاعر:
وقولا إذا جاوزتما أرض عامر * وجاوزتما الحيين نهدا وخثعما فزيعان من جرم بن ريان أنهم * أبوا أن يجيروا في الهزاهز محجما أي نحن فزيعان.
ويقال للمتكلم مطاع معان. ويقال له أراحل أم مقيم؟ وقال الشاعر:
تقول ابنة الكعبي لما لقيتها * أمنطلق في الجيش أم متثاقل أي أنت كذلك.
فإذا كان لا بد في الكلام من اضمار فليس لهم أن يضمروا شيئا بأولى منا إذا أضمرنا سواه.
فأما قوله: {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} إلى آخر الآية.
فإنما هو أيضا على جهة التقدير والتمثيل اللذين قدمناهما، وحذف من الكلام ما يقتضي فيه التقدير.
ومعنى قوله: {وعزتي في الخطاب} أي صار أعز مني. وقيل إنه أراد قهرني وغلبني.
وأما قوله لقد ظلمك من غير مسألة الخصم، فإن المراد به إن كان الأمر
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست